أورام الكبد السرطانية الخطر الحقيقى فى السنوات القادمة القليلة

أورام الكبد السرطانية الخطر الحقيقى فى السنوات القادمة القليلة
كتبها دكتور مصطفى راغب
تعد أورام الكبد السرطانية فى المرتبة الخامسة بين أنواع السرطانات الأكثر شيوعا على المستوى العالمى وفى المرتبة الثالثة كسبب للوفيات بين مرضى السرطان ورغم اختلاف معدل انتشار المرض بين المناطق الجغرافية الا أن سرطان الكبد الأولى ينتشر أكثر بين الذكور مقارنة بالاناث و فى المناطق التى ينتشر بها أمراض الكبد التى تؤدى الى التشمع (التليف) وأقل معدل لانتشار سرطان الكبد فى كندا و استرالية (3 فى ال 100000) و اكثرها فى جنوب شرق آسيا و الصين (حوالى 30 فى ال 100000) وفى مصر يزيد المعدل عن 7 فى ال100000) و يشهد الوقت الحالى زيادة مستمرة فى هذا المعدل ربما تصل الى 16 الى 20 فى ال 100000 خلال العشرين عاما المقبلة وبينما يتصاعد معدل انتشار المرض فى بعض المناطق من العالم فانه يشهد تراجعا محسوسا فى أماكن أخرى مثل اليابان نتيجة للتحكم فى العوامل المختلفة المسببة لأورام الكبد السرطانية مثل الفيروسات (ب و ج) والملوثات الكيمائية مثل الافلاتوكسين الناتج عن العفن الفطرى فى المواد الغذائية و الاسباب الأخرى التى تؤدى الى تشمع (تليف الكبد) وانتشار المرض بين الرجال مقارنة للنساء ربما يرجع الى زيادة تعرض الرجال لعوامل الاختطار المختلفة مثل الفيروسات الكبدية و التعرض للمبيدات و الملوثات و شرب الكحوليات و و الدخان وزيادة مؤشر كتلة الجسم بين الرجال (عن النساء) وزيادو نسبة الحديد لدي الرجال و ربما يرجع أيضا الى دور هرمون التستوستيرون (الذكورى)
ويعتبر العمر من المحددات الهامة لانتشار المرض حيث ينتشر بعد العقد السابع فى الأماكن الأقل فى معدل الانتشار مثل الأمريكتين و شمال أوروبا وفى العقدين الخامس و السادس فى الأماكن المتوطنة بالفيروسات الكبدية مثل لآسيا و أفريقيا وكذلك يحدث الورم متأخرا خمس سنوات فى الاناث مقارنة بالرجال
وعموما تحدث الأورام مبكرا بين الأشخاص المصابين بالعدوى الفيروسية منذ الصغر كما يحدث فى الأماكن ذات معدل الانتشار العالى للفيروس الكبدى ب فى بعض بلدان أفريقيا و آسيا حيث ينتقل الفيروس من الأم المصابة للجنين و كذلك بين الزوجين و الاخوة داخل الأسرة الواحدة ويعد التعرض المستمر للمواد الغذائية الملوثة بالسم الفطرى (الأفلاتوكسين) من عوامل الاختطار الكبرى فى أماكن كثيرة من دول العالم النامى مثل الجبوب و بعض المحاصيل الزراعية المخزنة والفيروس الكبدى سى (ج) من الأسباب الأخرى المرتبطة بحدوث أورام الكبد السرطانية ومن الجدير أيضا ذكر تشمع (تليف) الكبد كسبب لازدياد هذه الأورام أيضا بأسبابه الغير فيروسية مثل الالتهاب الكبدى المزمن التدهنى بسبب تناول الكحوليات أو زيادة الوزن أو مرض السكر
واذا عرفنا أن 70 الى 90% من سرطان الكبد تحدث نتيجة للعدوى بالفيروسات الكبدية والالتهاب الكبدى التدهنى الكحولى والاكحولى فان الرصد المبكر لهذه الفئة من المرضى و علاجهم و متابعتهم يمكن أن تحقق نتائج محسوسة لمنع التشمع (التليف) و تطوره الى سرطان و كذلك الى الوقاية الأولية للحد من انتشار الفيروسات الكبدية
ويزداد معدل انتشار أورام الكبد السرطانية بين الأشخاص من 2 الى 3 مرات أكثر بين الأشخاص المصابين بالسمنة مقارنة بالأشخاص ذوى الوزن الطبيعى وذلك يرجع الى حدوث انخفاض فى حساسية الانسولين وتدهن بالكبد و كذلك التهاب كبدى مزمن وربما حدوث تشمع (تليف) بالكبد
والعلاقة بين التدخين و سرطان الكبد الأولى قضية لم تحسم بعد من خلال الأبحاث العديدة التى تمت فى مناطق كثيرة من العالم و لكن التدخين ربما يكون عامل مساعد فى وجود مسببات أخرى لمرض الكبد المزمن مثل الفيروسات الكبدية و الكحول لذا ينصح المصابين بفيروسات الكبد المزمنة بتجنب التدخين
و العلاقة بين استخدام أقراص منع الحمل و حدوث أورام الكبد السرطانية الأولية لم تحسم بعد
نوعية المواد الغذائية ربما يكون لها علاقة بحدوث أورام الكبد السرطانية الأولية ففى دراسة تبين أن قلة تناول الخضروات ربما تعد من عوامل الاختطار بين المرضى المصابين بالفيروس الكبدى ب و بين المدخنين ومن خلال احدى الدراسات تبين وجود دورا ايجابيا للألبان و الزبادى و البيض و اللحوم البيضاء و الفاكهة فى اقلال معدل أورام الكبد السرطانية الأولية بين المرضى المصابين بالفيروس الكبدى ب و ج
ومن النتائج الايجابية الأخرى المرتبطة بالتغذية و حدوث أورام الكبد السرطانية الأولية تلك المرتبطة بتناول القهوة فقد وجد أنها تقلل من مستوى الانزيمات و حدوث التشمع الكبدى (التليف) و كذلك حدوث النوع الثانى من مرض السكر وقد تبين فى العديد من الدول وجود علاقة عكسية بين تناول القهوة و حدوث سرطان الكبد وازدادت هذه الحماية بزيادة عدد مرات تناول القهوة.